دمع حبيس يكاد ينطلق!! يكاد ينزلق علي وجنتين تستسلمان لوهج الدموع!! لا اعرف لماذا اترقب رويتها.. انا لا اخذ منها شيئا ولا اريد كل ما اكتفي به ان تلتقي يدي بيدها في زمان بلا موعد وعناق يكتوي بلظي الشوق!! كل ما احبه ان اغوص في هذه البحيره الهادئه في عينيها.. تسدل عليها اهدابها.. اهداب الصمت والسكون!! كل ما ارنو اليه ان تصغي الي خفق القلب في جوانحي, وان تعرف وان تعرف وتشعر باني احبها وكل ما يسعدني ان احصل عليه, هو بضع كلمات منها تنثرها مثل حبات العطر في ليله صيف ساخنه. اين كانت قبل ان اراها!؟ ان كان القدر يخبئها لي منذ مئات السنين!! كانت نصف عمري وحياتي في مكان بلا زمان, ثم التقينا, فكنت انا من جديد وكانت هي من جديد, وبدمع عيني اراني علي شاطيء النهر فلا انا قادر علي السباحه ولا انا استطيع ان ارتشف منه قطره!! هي البعيد القريب.. السهل المستحيل!! لا تفصلها عني الا مسافات قصيره جدا, ومع ذلك فهي بعيده عني بعد السماء عن الارض. يبدو لي احيانا انها قد سمعتني وانا احبها.. او انها قد راتني وانا اهمس في قلبها.. يحدث احيانا ان يساورني الشك في ان تشعر او لا تشعر..!! اقف علي ابواب السعاده, اهتف من قلبي بظما يهدد كياني.. لكن تلطمني عباره ياس ضاله, تذبح امالي!! انا اعرف انها المستحيل.. وانني اصارع بها الصخر.. لا حس ولا شعور ولا حراك.. لكني اغوص في بحر الحيره والعذاب.. العمق في نظرتها.. بريق العين.. جفون تنسدل في استسلام تغطي السطور المكتوبه علي صفحه العين.. اشعر انها تريد ان تجيبني بالحب ايضا!! هل تتردد بين خيوط تجذبها وخيوط تمنعها.. اشعر منها بالقبول والرفض معا.. وحين تجتاحني مشاعر القبول اكاد اعتصرها بين ذراعي الامل لهفا وشوقا.. ثم تهدا كموج يترنح امام صعقات الريح.. كنت اتحدث اليها.. استمع منها الي حديث بدا لي انها توجهه لي!! نحن لا نتحدث بلغه يتداولها الناس!! نتحدث بصمت العيون استفسارا وسوالا وجوابا.. ورفضا وخضوعا..!! تستجيب للغه العيون.. وعلي صفحاتها حب مكنون ترسمه دموع حائره!! وقد نتحدث بالاغنيات.. هي تسمعني اغنيه ارد عليها باغنيه اخري ولا نتكلم ولا نتحادث!! حينما انتهينا من حديث العيون وحديث الغناء, احسست باني اريد ان اعتصرها وان اغرسها في صدري وان ازرعها في كياني, وان اذيبها في عروقي!! بدا لي انها تتوقع ذلك.. وانها تتاهب لذلك وانها في انتظار ذلك!! وحين مددت يدي اربت علي يدها كانت مثل قطه تنسحب في هدوء وتبدو وكان عيونها تلمع بدموع حبيسه.. تريد ان تقول لا افهمه!! لم افهم الا ان اعتصرها وتعتصرني.. ان ارتشفها وترتشفني رحيقا للحب! لكني كنت وحدي!! مشاعري وحدي.. احلامي وحدي.. امنياتي وحدي.. حتي خيالي لي انا وحدي..!!وكانت هي هناك بعيدا تشهد كيف يحبها انسان وكيف يذوب بها وفيها حبا وغراما.. وحين سحبت يدها, سحبت خيطا يمتد الي القلب!! وخزتني وخزا المني!! ربما سحبت مني الحلم والامل!! فانسحبت انا الي مكان اخر مغيبا عن احلامي وامالي!! حاولت انا اقاوم الشعور باحباط توقعته قبل ان يحدث... وحاولت ان اثبت ان حبال الامل حريريه واهيه يمزقها النسيم احيانا.. لكني غصت في بئر من الالم. والمدهش انني كنت احدثها عن عذاب الحب, وعن انه احلي عذاب!! كنت احدثها عن الم الحب وانه اعذب الالام.. وان الذوبان في ذات المحبوب يسحب من الالم عذابه, ومن العذاب الامه. كنت اقولها لها انني اكتب مشاعري بالقلم والالم!! وانني استعذب ذلك ولا ارفضه.. ثم واجهتني بصد.. وبعده نفور.. هكذا تصورته, يذبح حبا يحتضنه القلب ويهدا مستكينا بين الضلوع!! سحبت مني الزمان والمكان, فلم اعد اعرف متي اعيش ولا اين اكون!! تركتها.. وانا اريدها.. وابتعدت عنها وانا اقترب منها.. ودعتها وانا اضع راسي علي صدرها. ثم اختفيت بعيدا.. في حلقي زفره الاه تدوخني.. وفي صدري نبض القلب يدوي بين الضلوع.. وفي عيني دموع ساخنه!! لم يكن لي حينئذ الا الفراش!! ادفن راسي فيه هاربا من حقائق تحيط بي صارخه بالياس! اغمضت عيني واحتضن طيفها!! اعتصر الطيف وارتشف الرحيق.. بلا حبيب او صديق!!
نقطه عطر .. امرك حيرني وغيرني!! فلا انا قادر علي فهمك ولا انا فاهم شيئا من امرك!! اشعر احيانا انك صامده.. صامته لا تجيدين الكلام ولا تعرفين الاحساس!! اشعر احيانا اخري انك جذوه نار يلفح وجه القلب لهيبها.. ويحيي القلب نبضها..!! كانك كتله ثلج وسط لهب من نيران!! من قسوه البرد اقشعر.. ومن وهج النيران اعتصر!! وبين هذا وذاك اتنسم اسمك وصوتك وكلامك.. مثلما اغفو علي عبق العطر
نقطه عطر .. امرك حيرني وغيرني!! فلا انا قادر علي فهمك ولا انا فاهم شيئا من امرك!! اشعر احيانا انك صامده.. صامته لا تجيدين الكلام ولا تعرفين الاحساس!! اشعر احيانا اخري انك جذوه نار يلفح وجه القلب لهيبها.. ويحيي القلب نبضها..!! كانك كتله ثلج وسط لهب من نيران!! من قسوه البرد اقشعر.. ومن وهج النيران اعتصر!! وبين هذا وذاك اتنسم اسمك وصوتك وكلامك.. مثلما اغفو علي عبق العطر
لـ د: محمد إسماعيل علي