Personalie

Thursday, November 3, 2011

نقطة عطر - بعاد البعيد

 
بيني وبينك بحساب المساحات‏,‏ اطوال ومسافات‏..‏ وبيني وبينك بحساب الوقت والزمان‏,‏ دقائق وساعات‏..‏ ولكن‏..‏ بيني وبينك بحساب الحب همزه وصل وهمسه وجد‏,‏ ولمسه طيف لطيف‏!!‏ وعلي الرغم من انك بعيد بعيد‏..‏ هناك في حضن المدينه الناعسه بين النيل والبحر‏,‏ فانك في العمق من القلب‏..‏ اراك ببصيرتي بعد ان عز علي مراك ببصري‏!!‏ هنالك‏,‏ حيث تقيم وتسكن‏..‏ لا تسكن مشاعري‏,‏ كلا ولا تهدا في الصدر نبضات القلب‏,‏ وانا اعرف انك المستحيل كله‏..‏ ولكني اعرف ان الحب لا يعرف المستحيل‏..‏ لذلك استسلم في نشوه علويه ساحره‏,‏ لتلك اليد المجهوله‏,‏ التي انتزعت قلبي والقت به بين يديك‏!!‏ انا لا القي عليك نثرا او شعرا‏..‏ لكني معقود اللسان‏..‏ شارد الفكر‏,‏ احادث نفسي عنك كثيرا‏..‏ ويشاغلني طيفك طويلا‏..‏ واتذرع بالصبر حتي القاك‏..!!‏ لكنك تشيح عني‏..‏ وتهرب مني‏..‏ وانا احتضنك بجفن العين‏,‏ واهرع اليك علي نبضات القلب‏!!‏ اسائل نفسي طويلا وكثيرا‏..‏ ما الذي ابعد البعيد عني‏!‏؟ ما الذي دعاك الي خنق القلب الملهوف للقائك؟ ما الذي دار بمخيلتك حين كان اتفاقنا علي اللقاء‏!‏؟ هل كنت تنوي ان تستدرجني لاتذوق قسوه الصد دون ان تنطقها‏,‏ ام انك رايت ان تصفع القلب الراكض نحوك‏..‏ بصدودك الراقد في صدرك؟ حيرني امرك‏..‏ وادهشني ابتعادك وهروبك‏..‏ لانك منيتني بلقاء ترغبه‏,‏ وبعناق تتشوق اليه؟‏!‏ كان الخواء في المكان مثل خناجر مصوبه الي القلب‏,‏ والعين تسعي باحثه عنك لاهثه خلفك‏,‏ متطلعه الي لقياك‏..‏ لكن الزمان بقسوته دهس القلب واوجعه‏..‏ ثم غرس فيه نصلا حادا‏,‏ ادمي القلب واوجعه‏!!‏ انا لم اصدق نفسي ابدا وانا اشاهد المكان خاليا منك‏..!!‏ ورغم ما كان يحيط بالمكان من ضجيج وصخب‏..‏ فقد كان في قلبي سكون يئن بعذاب الاخفاق‏,‏ ويبكي من وجع الانهزام‏!!‏ ربما كانت لديك اسبابك في دحر الامل وقهر الرجاء وذبح القلب‏!!‏ ربما كانت لك اسباب حالت دونك ودون اللقاء‏..‏ لكن لي ايضا‏,‏ اسبابي التي طيرتني طير الريح اليك‏,‏ والقت بي في جحيم الانتظار‏,‏ ولا امل‏!!‏ انت تعرف اسبابي‏!!‏ انها كثيره ومتعدده‏..‏ لعل اهمها اني احبك‏..‏ واوسطها اني احبك‏..‏ واخرها اني احبك‏!!‏
كان القلب مفعما بالشجن‏..‏ وانا اجر جسدي عبر شوارع المدينه‏,‏ اعاتب البحر واناجي النسيم‏,‏ والقي بنفسي في حضن الالم‏!!‏ يعذبني السوال‏..‏ لماذا ثم لماذا‏..!!‏
‏ دا الهجر وانت قريب مني‏...‏ كان فيه امل لوصالك يوم‏..‏ لكن بعادك دا عني‏..‏ خللا الفواد منك محروم‏..)‏ علي اني لم استسلم‏..‏ فقد استبد بي الشوق وامتزجت الدهشه بالوحشه‏..‏ وامسكت بسماعه التليفون واجف القلب ترتعد الروح وينتفض الجسد مثل طير ذبيح‏!!‏ ولم تكن هناك‏..‏ ولا كانت كذلك‏,‏ بعدها‏..‏ وبعدها‏..‏ حتي اصبح الهاتف نافذتي التي اشرئب منها بحثا عن الحبيب
البعيد المبتعد‏!!‏ وبيني وبين البحر اربطه من حنين الحب‏!!‏ فحين اويت الي شواطئه‏,‏ داهمتني امواج الشوق فاغرقتني في حقول الشوك‏,‏ وكانت مهاتفه انستني البعاد والابتعاد‏..‏ وحملتني الي سماوات معطره‏!!‏ كل الياس زال‏..‏ وكل الاحباط انقشع‏..‏ وكل الشجن تبدد‏!!‏ هكذا الحب الذي اعرفه‏!!‏ ريح تهز البشر فيسقط ثماره‏,‏ مثل شجره مثمره بالحب‏!!‏ كدت اقفز عبر الاسلاك طائرا في قنوات الاتصال‏,‏ سابحا في سماوات الوصال‏...‏

‏ جددت حبك ليه‏..‏ بعد الفواد ما ارتاح‏..‏ حرام عليك‏..‏ خلليه غافل عن اللي راح‏..!!)..‏ عبقريه الحب‏,‏ تتخطي قواعد التعامل بين البشر‏..‏ كل كبير تصاغر‏..‏ وكل صغير تنامي‏!!‏ فالقلب بالنشوه يعفو ولا يغفو‏..‏ والروح في مستقرها تحملني عبر المسافات اليها‏..‏ وتحملها عبر الزمان الي‏..‏ اه ايتها‏(‏ الياسمينه‏)‏ الباسمه‏!!‏ انمحي من ذاكرتي ذاك الغضب‏..‏ وصالحني صوتك‏..‏ وقلبك‏!!‏ انا لم ابدد الوقت في عتابك‏..‏ ولا في الوقوف علي بابك‏,‏ ولا في البحث عن اسباب غيابك‏!!‏ انا احتضنت صوتك الضاحك وهو يمشي الهويني عبر الاسلاك ولثمت شفاه قلبك الطفل‏..‏ الذي يراوغني ضاحكا‏..‏ ويشاغلني هاربا وعائدا‏!!‏
‏ دانا لما اكون وياك‏..‏ هايم في بحر هواك‏..‏ معرفش ايه فات من عمري‏..‏ ان كان رضا‏..‏ او كان حرمان‏!!)‏ فالزمان معك نقطه ليس لها اول ولا لها اخر‏!!‏ ومضه خاطفه‏..‏ اسمعك فاهتز‏..‏ وافتح صدرك لاتلقاك‏,‏ فياخذك مني الوميض والبرق‏!!‏ وهنا في الاسكندريه‏..‏ اسال الموج المسافر‏,‏ اليك‏..‏ عنك‏..‏ ابثه وجدي وصبابتي‏..‏ واحمل الامواج رساله حبي اليك علي الجانب الاخر من البحر‏..(‏ وسده بين اضلاعي‏..‏ فقد ضمه قلبي حنانا وغراما‏..‏ وانضحوه بدموعي‏..‏ وانثروا حوله قلبي‏,‏ الذي اضحي حطاما‏..!!)‏ اني احبك ولا ادري لماذا‏!!‏ واني احبك وليس لي رغبه‏..‏ كلا ولا لي هدف او مسعي‏!!‏ اشعر بانك جزء مني او انك القلب منفصلا عن الجسد ساكنا هناك في حضن البحر‏!!‏ اني احبك رغم شعوري بصعوبه الطريق‏..‏ واستحاله الوصال‏!!‏ واني احبك‏!!‏ احب ان اسمعك‏..‏ ان اراك‏..‏ ان ارتشف قطرات من احساس قاهر بالنشوه والارتياح‏!!‏ انت لست انثي يريدها رجل‏..‏ كلا ولا بعض فريسه‏,‏ يحاورها صائد‏..‏ لكنك الروح لكياني‏..‏ لكنك القلب في صدري‏..‏ شيء او شخص او معني‏,‏ يتدفق في شراييني لم انظر اليك لحظه واحده‏,‏ علي انك امراه يرغبها رجل‏..‏ انما كنت وما زلت اثيرا في السما‏..‏ وعطر يفوح عندما‏..‏ القي محياك او اسمعك‏!!‏ فسبحان الله‏!!‏ سبحان الله العظيم‏..‏ سبحان مصرف القلوب‏!!‏ ‏ ولقد كنت في البدايه اظن انك صوره من تجربه ملاتني بالشجن‏...‏ وانك قد اثرت باشرافك علي حياتي‏,‏ كموامن الذكريات المختزنه‏..!!‏ ربما كان لقرب الشبه دخل في ذلك‏,‏ او ربما ارادت العنايه الالهيه ان تعيد خلق انسان احببته حتي تبدد‏..!!‏ معجزه في البعث والنشور‏,‏ وعوده الانسان قويا عفيا من القبور‏!!‏ كنت اظن ذلك‏..‏ لكن الامر لم يعد كذلك‏..‏ لان الحب ليس له اسباب‏..‏ ولا اهداف‏..‏ كلا‏..‏ ولن يكون موضوعا لتحديد او لتعويض‏!!‏ ان الحب عندي تجديد للايمان‏..‏ تذكير بالقوه التي لايراها احد ولا يلمسها احد ولا يتصورها احد‏!!‏ وحين يحملني الحب علي اجنحته‏..‏ اطير معه الي دنيا الملائكه‏..‏ حيث تختالين علي ضفاف نهر العطر‏..‏ عندئذ تتغير كل الاشياء وتتبدل كل المعاني وتسقط كل القوانين‏..‏ فالحب يغير مضمون العلاقات بين البشر وتتبدل معاني القيم والمباديء‏,‏ ويتم نسخ كل القوانين الطبيعيه التي اعتاد عليها البشر‏!!‏ فالعيون تتكلم بديلا عن اللسان‏!!‏ والقلب يرتجف بدلا من البدن‏!!‏ واماكن اللقاء تصبح نماذج للجنه‏,‏ وزمن الانتظار يطول‏..‏ فتتحول دقائقه الي ساعات او ايام‏..‏ بينما يقصر زمن اللقاء‏,‏ فتتحول ساعاته الي دقائق او ثوان‏!!‏ وفي الحب يحل العتاب محل الغضب والخصام‏..‏ لكن العتاب قد يكون بالصمت‏..‏ وبعيون تغرقها دموع الشجن‏..‏ لكنها تفصح عن كل شيء‏!!‏ ومن المدهش ان المحب قد يري المحبوب بمسامعه‏..‏ وقد يسمعه بمشاهدته‏!!‏ فالصوت اذا انساب عبر الهاتف كان مثل صوره اثيريه تحولت الي صوت‏..‏ والمشهد للحبيب في عمق الصمت قد يحدث في الروح صوتا لا يسمعه الا المحب‏,‏ لذلك كان الهاتف علي مسمعي‏..‏ والصوره كانت معي‏..‏ في اضلعي وفي ادمعي‏!!‏ ولا يعرف الا المحب‏,‏ ان الكلام يهرب‏..‏ او يتبدد‏..‏ حتي يفسح المجال لحوار خفي يدور بين القلوب‏!!‏ فالمحب يصغي صامتا‏..‏ او يقف صامتا‏...‏‏ ولما اشوفك يروح مني الكلام وانساه‏..‏ من فرحه القلب ساعه مايلاقيك وياه‏..!!)‏ لذلك‏,‏ لم يكن لي معك عتاب ولا كلام‏..‏ وما قلته لك لم يكن الا محاوله مني للتاكد من انك انت التي تسكبين صوتك الدافيء في مسامعي‏,‏ وليس احد غيرك‏..‏ فلما انتهي الحديث‏,‏ شعرت باني لم اقل شيئا‏..‏ وان صوتك قد اخذني واذابني في كاس عطرك‏..‏ حتي ران علي الوجود صمت لايزال يرخي سدوله علي حياتي‏...!!‏ انا لا اعاتبك‏..‏ ولكن احادث نفسي‏..‏ واسائلها‏,‏ لماذا يكون البعاد مركبا معقدا بيني وبينها‏!‏؟ لماذا حتي وهي بعيده‏!‏ تبتعد عن مسمعي وعن نواظري‏!!‏ ربما كان البعاد هينا رغم قسوته اذا كان الحبيب تحت البصر‏..‏ لكن
بعاد البعيد‏,.‏ بعد في المكان‏...‏ وفي المكانه‏..‏ فهو عذاب من فوقه عذاب ومن تحته عذاب‏..‏ عش كما تهوي‏..‏ بعيدا او قريبا‏..‏ حسب ايامي جراحا ووعودا‏..‏ وصدودا‏..)‏

نقطه عطر‏ ..قول لي من انت‏!‏؟ هل انت السحر في شكل امراه‏!‏؟ ام انك العطر في شكل انثي‏..‏ ام انك الحب يمشي علي قدميه كما يمشي الانسان‏!!‏ كلا‏..‏ لا تقولي‏..‏ انا قد عرفتك‏..!!‏ انت رذاذ من العطر‏,‏ يتساقط من السماء‏..‏ في غيمات تظلل القلب وتجلجل الروح‏..!!‏ وانا‏..‏ وانت‏,‏ شفتان مرتعشتان علي محيا الحب‏..!!

  لـ : د محمد اسماعيل علي

Pages Navigathion