الاصل في الحب, انه مصدر لسعاده الانسان, لانه يجعله في حاله وفاق مع الاشخاص والاشياء المحيطه. ثم انه يمثل قوه دافعه للانسان في كل مجالات الحياه, وطريقا للاجاده والتميز في كل شيء.. وما من شك في ان النفس البشريه, حين تاتلف مع غيرها, تسبح في نهر من سعاده التوحد مع الاخر, لان الانسان يبحث دائما عن الاليف الذي ياتلف معه, زميلا او صديقا, او حبيبا. لكن الرياح قد تاتي احيانا بما لا تشتهي السفن!! فهذا الطريق المودي بطبيعته الي السياده تعترضه في حالات كثيره, عقبات واشواك, بين وقت واخر, تجعل طريق السعاده, طريقا مدفوع الثمن, بالدموع والعذاب والسهر. ورغم هذه الاشواك, فان جلال الحب وعظمته, يهون من امر هذه الاشواك, او يحجب تلك العقبات, او يجفف دموع العذاب والسهر والحرمان. وخلال سيرتي في بحث الاحوال العاطفيه للانسان, ازداد يقينا, وهو يقين لا يدركه الا من عايش وجرب, ان الحب يوثر في انتاج الانسان, تلميذا او موظفا او جنديا او تاجرا الي اخر فئات البشر. وهو يوثر بالايجاب في حاله الانسجام والسعاده, ويوثر بالسلب في حالات التنافر والتعاسه, والذين لا يعرفون دور الحب, ولا يدركون تاثيره, ويتصورونه ترفا نحتاجه في حالات الاسترخاء والسلم والدعه, لم يعرفوا الحب ولا اقتربوا من مذاقه ابدا. وهم الذين تصدق عليهم المقوله الشهيره( الناس اعداء ما يجهلون)!! اي ان الذين يعادون الحب, يجهلونه, لان الذين يعرفونه, يحبونه, فهو ترياق للكثير من الامراض النفسيه, ودفق الهي هائل في كيان الانسان لا دخل لارادته فيه.
وفيما اتعرض له من رسائل او زيارات استشاريه, عن المشكلات العاطفيه التي تعصف باستقرار الانسان في شقها التعيس, اجد ان هناك نمطيه في مشكلات الحب, تجعلني اتنبا منذ بدايه الكلام مع طالب الراي كيف انتهي الموضوع, ولماذا؟.. اما النمط الشائع جدا في مشكلات الحب, فهو نمط الصدمه, من تخلي الحبيب عن مشروع الزواج, الذي نمت العلاقه وترعرعت في ظله!! وهناك ايضا نمط الحب مستحيل او صعب الوفاق, وهو الحب بين مختلفي الاديان او مختلفي المستويات الاجتماعيه والاقتصاديه, او مختلفي العمر, او الحب بين المتزوجين!! والمشكله الكبري في هذه النمطيه من اوجاع الحب, ان اصحابها لا يدركون عذابها الا عندما ينطرح السوال الطبيعي( وماذا بعد!!؟).. هنا يدرك المحبون ان اختراق الحواجز امر صعب, او مستحيل فقد رشق سهم الحب في القلب وتمكن!! ولم يكن هناك في البدايه, اي ادراك للعقبات او الاحتمالات.. كل ما كان يشعر به الانسان انه قد اخذ من نفسه اخذ عزيز مقتدر, وانه استسلم لمشاعر تجتاحه لا يدري اين مثواها ولا يعلم ايان مرساها!! هو لا يدري انه يتفتت.. وانه يتناثر ويتبدد.. وانه غيمات الامل الرابحه في سماوات السعاده.. لا يدري ان الغيمات عندما تتكشف.. تذوب امطارا هاطله ويصطدم معها مفتتا بارض الواقع الموجع. فالفتاه تداعبها دائما احلام الزواج بطريقه اكثر اكتساحا مما يحدث للرجل, ذلك ان للرجل في الغالب حسابات اخري, فوق الحب للارتباط الزوجي, مثل العمل وتحسين المركز والثقه والطموحات المختلفه. في حين ان فكره الحب وحدها, هي المسيطر الغلاب علي الفتيات, باعتباره الاساس الراسخ للزواج السعيد.. والبعض من الرجال يستغل هذا الميل الغريزي عند الفتيات, فيضرب علي اوتار الحب والزواج فيستميل الفتاه, ربما بسهوله كبيره, حتي اذا قضي وطره, لاذ بالفرار او اثر الانسحاب او تذرع بمعاذير لا اول لها ولا اخر, تاركا المسكينه تعاني انهيار الحلم وتحطم الامل وانكسار الروح. وهذه الفئه من الرجال, يلجا البعض فيها الي التلويح باستمرار العلاقه في صوره صداقه لاستحاله الزواج!! وهو هنا يريد ان يمتص الفتاه حتي العدم, وان يضيفها الي ارصدته ليستثمرها عند الحاجه, وتظل المسكينه متعلقه به, امله ان يعود ولكن هيهات.. فكما قلت واقول: ان من تزوج بلا ضوابط, لا يتزوج نفس الفتاه بضوابط!! ولابد ان تدرك الفتاه ان ما تتنازل عنه لمن وعدها بالزواج هو خصم من رصيدها عنده, لان اقترابها من جسده, ابتعاد لها عن عقله, لانه يريد زوجه, لا عشيقه. والذين يقعون اسري الحب الصعب او المستحيل, يضربون رءوسهم في الصخر.. فلا تحطم الصخر ولازالت السدود, ولكن تحطمت رووسهم وبدا اللطم علي الخدود!! ان الذين يعيشون هذه الاحوال, لابد ان يدركوا منذ البدايه, مدي صعوبه الطريق ومدي استحالته. والانسان في بدايه الحب, يمتلك قدرا من الوعي والادراك, يكفيه لتوقع استحاله الوصول!! فالذين تختلف دياناتهم او يرتبطون بزواج, او يختلفون في مستوياتهم الاجتماعيه والاقتصاديه, عليهم ان يطرحوا علي انفسهم سوالا ضروريا وحتميا, هو: هل يمكن ان يصل هذا الحب الي مبتغاه من اتمام الزواج؟! ان الانسان قبل ان ينزلق الي عمق البحر وقبل ان ينجرف مع دواماته, لابد ان يدرك ان كان يجيد السباحه ليصل الي الشاطئ ام لا, حتي يتراجع ويعود, او يمضي ويزيد.. لكن المشكله الكبري ان مثل هذه المحاولات ليست بالبساطه التي نبحثها نظريا. ذلك ان اغلب ابطال هذه القصص, لا يفكرون غالبا في الزواج, في بدايه العلاقه!! انهم يملاون صدورهم بعبير الحب اولا.. حتي تاخذهم سكره الحب ونشوته.. ويبقون هكذا, كالذين تخدرت اعصابهم, واصبح الملاذ لهم, لا الخروج.. ولكن ملاذهم يصبح الدخول في عمق البحر بالزواج!! وتبدو الاستحاله المدهشه, كانها فاجات الحب!! فلا المتزوجون قادرين علي الزواج ممن يحبون الا بتدمير المنزل القائم.. ولا مختلفوا الديانه بقادرين علي الارتباط الا بكارثه عائليه دينيه, ولا الذين يختلفون في مراكزهم الاقتصاديه او الاجتماعيه, يستطيعون تتويج الحب بالزواج دون مشكلات اسريه خطيره تهدد العلاقات السويه بين افراد العائلات!! ان هذه الاوجاع متداوله وشائعه, في مشكله الحب التي اتصدي لابداء الراي فيها. والحقيقه ان هناك من المشكلات ما تحله الفضفضه وحدها عند من لا يجدون من يثقون فيه الا نحن!! وهناك من المشكلات ما يمكن حلها باتباع بعض الخطوات التي تحتاج الي تعاون الموجوع معي, وهي تماثل اجراء عمليه جراحيه, وينجح في حل المشكله, اذا كانت للمشكله اسباب.. لكن من الموكد ان هناك مشكله يمثل حلها صعوبه.. وربما استحاله. غير ان اوجاع الحب هذه, لا يتسبب فيها المحب في كل الاحوال.. بل كثيرا ما يكون سببها المباشر, اخرون يرفضون الحب, فيتدخلون ويضعون الحواجز والسدود. وقد يكون هولاء حسني النيه, كما قد يكونون سيئي النيه, وهنا يعاني الحب اوجاعا مزدوجه, ويجد نفسه وهو يخوض حربين في وقت واحد.. ان هذه الاوجاع قد تعطي الانطباع بان الحب عذاب, ولا تظهر ان الحب عذب, لا عذاب.. والحب العذب هو ذلك الذي يخلو من الصعوبات والمستحيلات.. بل ان من حب الصعوبات والمستحيلات, ما يمضي عذبا رخاء سعيدا, اذا كان الحب مقصودا لذاته هو وحده. اي ان الحب الوسيله محمل بعذاب وسعاده, وبتوقعات متباينه.. بينما الحب الهدف لا يحمل اي عذاب ولا يحمل انتكاسات او احباطات!!
نقطه عطر .. اشعر بنبض الحب يدق في قلبك علي استحياء. وحين تعلو دقاته سوف تحملنا اجنحه النغم الي سحابات العطر المكثف في السماء.. حينئذ سوف نذوب عشقا.. وسوف نتساقط مطرا.. لكننا سوف نروي الارض لاول مره, بنبات للحب, اسمه العطر.. يا عبق الحياه.. ونغم الدنيا..!!
وفيما اتعرض له من رسائل او زيارات استشاريه, عن المشكلات العاطفيه التي تعصف باستقرار الانسان في شقها التعيس, اجد ان هناك نمطيه في مشكلات الحب, تجعلني اتنبا منذ بدايه الكلام مع طالب الراي كيف انتهي الموضوع, ولماذا؟.. اما النمط الشائع جدا في مشكلات الحب, فهو نمط الصدمه, من تخلي الحبيب عن مشروع الزواج, الذي نمت العلاقه وترعرعت في ظله!! وهناك ايضا نمط الحب مستحيل او صعب الوفاق, وهو الحب بين مختلفي الاديان او مختلفي المستويات الاجتماعيه والاقتصاديه, او مختلفي العمر, او الحب بين المتزوجين!! والمشكله الكبري في هذه النمطيه من اوجاع الحب, ان اصحابها لا يدركون عذابها الا عندما ينطرح السوال الطبيعي( وماذا بعد!!؟).. هنا يدرك المحبون ان اختراق الحواجز امر صعب, او مستحيل فقد رشق سهم الحب في القلب وتمكن!! ولم يكن هناك في البدايه, اي ادراك للعقبات او الاحتمالات.. كل ما كان يشعر به الانسان انه قد اخذ من نفسه اخذ عزيز مقتدر, وانه استسلم لمشاعر تجتاحه لا يدري اين مثواها ولا يعلم ايان مرساها!! هو لا يدري انه يتفتت.. وانه يتناثر ويتبدد.. وانه غيمات الامل الرابحه في سماوات السعاده.. لا يدري ان الغيمات عندما تتكشف.. تذوب امطارا هاطله ويصطدم معها مفتتا بارض الواقع الموجع. فالفتاه تداعبها دائما احلام الزواج بطريقه اكثر اكتساحا مما يحدث للرجل, ذلك ان للرجل في الغالب حسابات اخري, فوق الحب للارتباط الزوجي, مثل العمل وتحسين المركز والثقه والطموحات المختلفه. في حين ان فكره الحب وحدها, هي المسيطر الغلاب علي الفتيات, باعتباره الاساس الراسخ للزواج السعيد.. والبعض من الرجال يستغل هذا الميل الغريزي عند الفتيات, فيضرب علي اوتار الحب والزواج فيستميل الفتاه, ربما بسهوله كبيره, حتي اذا قضي وطره, لاذ بالفرار او اثر الانسحاب او تذرع بمعاذير لا اول لها ولا اخر, تاركا المسكينه تعاني انهيار الحلم وتحطم الامل وانكسار الروح. وهذه الفئه من الرجال, يلجا البعض فيها الي التلويح باستمرار العلاقه في صوره صداقه لاستحاله الزواج!! وهو هنا يريد ان يمتص الفتاه حتي العدم, وان يضيفها الي ارصدته ليستثمرها عند الحاجه, وتظل المسكينه متعلقه به, امله ان يعود ولكن هيهات.. فكما قلت واقول: ان من تزوج بلا ضوابط, لا يتزوج نفس الفتاه بضوابط!! ولابد ان تدرك الفتاه ان ما تتنازل عنه لمن وعدها بالزواج هو خصم من رصيدها عنده, لان اقترابها من جسده, ابتعاد لها عن عقله, لانه يريد زوجه, لا عشيقه. والذين يقعون اسري الحب الصعب او المستحيل, يضربون رءوسهم في الصخر.. فلا تحطم الصخر ولازالت السدود, ولكن تحطمت رووسهم وبدا اللطم علي الخدود!! ان الذين يعيشون هذه الاحوال, لابد ان يدركوا منذ البدايه, مدي صعوبه الطريق ومدي استحالته. والانسان في بدايه الحب, يمتلك قدرا من الوعي والادراك, يكفيه لتوقع استحاله الوصول!! فالذين تختلف دياناتهم او يرتبطون بزواج, او يختلفون في مستوياتهم الاجتماعيه والاقتصاديه, عليهم ان يطرحوا علي انفسهم سوالا ضروريا وحتميا, هو: هل يمكن ان يصل هذا الحب الي مبتغاه من اتمام الزواج؟! ان الانسان قبل ان ينزلق الي عمق البحر وقبل ان ينجرف مع دواماته, لابد ان يدرك ان كان يجيد السباحه ليصل الي الشاطئ ام لا, حتي يتراجع ويعود, او يمضي ويزيد.. لكن المشكله الكبري ان مثل هذه المحاولات ليست بالبساطه التي نبحثها نظريا. ذلك ان اغلب ابطال هذه القصص, لا يفكرون غالبا في الزواج, في بدايه العلاقه!! انهم يملاون صدورهم بعبير الحب اولا.. حتي تاخذهم سكره الحب ونشوته.. ويبقون هكذا, كالذين تخدرت اعصابهم, واصبح الملاذ لهم, لا الخروج.. ولكن ملاذهم يصبح الدخول في عمق البحر بالزواج!! وتبدو الاستحاله المدهشه, كانها فاجات الحب!! فلا المتزوجون قادرين علي الزواج ممن يحبون الا بتدمير المنزل القائم.. ولا مختلفوا الديانه بقادرين علي الارتباط الا بكارثه عائليه دينيه, ولا الذين يختلفون في مراكزهم الاقتصاديه او الاجتماعيه, يستطيعون تتويج الحب بالزواج دون مشكلات اسريه خطيره تهدد العلاقات السويه بين افراد العائلات!! ان هذه الاوجاع متداوله وشائعه, في مشكله الحب التي اتصدي لابداء الراي فيها. والحقيقه ان هناك من المشكلات ما تحله الفضفضه وحدها عند من لا يجدون من يثقون فيه الا نحن!! وهناك من المشكلات ما يمكن حلها باتباع بعض الخطوات التي تحتاج الي تعاون الموجوع معي, وهي تماثل اجراء عمليه جراحيه, وينجح في حل المشكله, اذا كانت للمشكله اسباب.. لكن من الموكد ان هناك مشكله يمثل حلها صعوبه.. وربما استحاله. غير ان اوجاع الحب هذه, لا يتسبب فيها المحب في كل الاحوال.. بل كثيرا ما يكون سببها المباشر, اخرون يرفضون الحب, فيتدخلون ويضعون الحواجز والسدود. وقد يكون هولاء حسني النيه, كما قد يكونون سيئي النيه, وهنا يعاني الحب اوجاعا مزدوجه, ويجد نفسه وهو يخوض حربين في وقت واحد.. ان هذه الاوجاع قد تعطي الانطباع بان الحب عذاب, ولا تظهر ان الحب عذب, لا عذاب.. والحب العذب هو ذلك الذي يخلو من الصعوبات والمستحيلات.. بل ان من حب الصعوبات والمستحيلات, ما يمضي عذبا رخاء سعيدا, اذا كان الحب مقصودا لذاته هو وحده. اي ان الحب الوسيله محمل بعذاب وسعاده, وبتوقعات متباينه.. بينما الحب الهدف لا يحمل اي عذاب ولا يحمل انتكاسات او احباطات!!
نقطه عطر .. اشعر بنبض الحب يدق في قلبك علي استحياء. وحين تعلو دقاته سوف تحملنا اجنحه النغم الي سحابات العطر المكثف في السماء.. حينئذ سوف نذوب عشقا.. وسوف نتساقط مطرا.. لكننا سوف نروي الارض لاول مره, بنبات للحب, اسمه العطر.. يا عبق الحياه.. ونغم الدنيا..!!
لـ: د. محمد إسماعيل علي